لم تكن المملكة ذات يوم، وطوال تاريخها، في موقف الداعي لإثارة الفتن أو الضغائن أو النعرات مع أيٍّ من الدول والأنظمة والشعوب، حتى في عز اختلافها مع بعض الأنظمة؛ لأنها تؤمن أن منطق العبث بأمن الشعوب هو حيلة المأزومين ممن يريدون أن يبعدوا الأنظار عن أزماتهم، وحتى في ظل ما يسمى الربيع العربي، ظلت المملكة تلتزم الحياد وتدعو في كل مناسبة إلى ضبط النفس وحل المشكلات بالحوار؛ تجنبا للوقوع تحت طائلة زعزعة الأمن الاجتماعي أو إراقة الدماء.
هذا المنهج الذي يسعى إلى تكريس منطق العقل والتصرف المسؤول، يؤكد أن السياسة السعودية بُنيت منذ عهد الملك المؤسس جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـــ رحمه الله ــــ على الجنوح إلى السلم وصيانة أمن المجتمعات كحق إنساني لا يجوز المساس أو العبث به بأي شكل، على اعتبار أنه أحد أهم ثوابت هذه السياسة، إيمانا بحرمة الدماء البريئة وحقها في الأمن والاستقرار.