عبد الله حمد الحقيل
منذ أن أشرقت من هذه البلاد أنوار التوحيد وهي تزخر بالخير والعطاء والفضيلة، ولا غرو فهي مهبط الوحي ومنطلق النور وموئل الإشعاع ومنبت لغة الضاد وركيزة المفاخر وينبوع المآثر.. ويولي المسؤولون في التعليم اهتماماً ورعاية للمؤسسات التعليمية لإيمانهم بأن التربية السليمة هي التي تسهم في بناء الوطن وهي الذخيرة التي تغذي الأمة وتثريها فكرياً وتربوياً وتصقلها بالمعرفة والمفاهيم التربوية السليمة وتحصين أفراد المجتمع من الانحرافات الفكرية الشاذة والالتزام بمنهج الله وغرس المعرفة منذ النشأة الأولى مع توفر القدوة في الوالدين والمعلمين.
فالإسلام يستهدف نشر السلام والأمن الاجتماعي والروحي وتعزيز القيم الأخلاقية والمحبة والاستقامة والصلاح والتعاون على الخير، ولقد شهد تاريخ الحضارة الإسلامية ازدهار الأمن الفكري في ظل أحكام الشريعة الإسلامية. وإن حماية الأمن مطلب وطني جدير منا جميعاً مربين وكتاباً ومثقفين ومفكرين أن نسهم بكل جهد فكري وثقافي في إرساء ثقافة هذا المشروع ودعم هذه الجهود المباركة ودحر الإرهاب وتقويم الاعوجاج في الفكر الضال لمصلحة وطننا وشبابنا وبناتنا وأفراد مجتمعنا قاطبة.
إن كثيراً من المجتمعات تعاني من ظاهرة الانحرافات الشاذة، فأكثر الأحداث الخطيرة التي تقع بين الناس مصدرها الانحرافات الفكرية الشاذة التي يكون مصدرها قد تأصل في مفاهيم الفرد وهي غير سليمة يتجذر معها روح عدائية مقيتة ينتج عنها تصرفات شريرة تصعب معالجتها على المدى القصير.
ولقد أكرمنا الله برسالة سماوية خالدة اقترن بها الخير الذي لا يعيق عنه إلا من سوء تصرف الإنسان وجنونه لطريق الشر بحرمانه استغلال مواهبه التي غرسها الله في قدراته الذهنية وقواه البدنية باستعمار الأرض واستنباط خيراتها، فالمحروم من كل تلك النِعم من يقع في الأخطاء الضارة والشعور بالحرمان والحقد والكراهية مما يعطل تفكيره ويشذ بتصرفاته إلى الأسوأ.
والتعليم دعامة فكرية وحصانة تربوية جيدة وخلق لقدرات إنسانية واعية ونتائج إيجابية مثمرة وتحقيق التطور والتنمية المستدامة، وهو الهدف الذي يؤكد عليه ولاة أمر هذه البلاد - حفظهم الله - في لقاءاتهم بالمؤسسات المعنية وبالمختصين من رجال التعليم في هذا المجال، ولنحرص على دعم هذه المؤسسات المعنية وبالمتخصصين من رجال التعليم في هذا المجال، ولنحرص على دعم هذه المبادرات المباركة، فقد أصبحت بلادنا - بفضل الله - نموذجاً رائعاً ومثالاً حقيقياً للوحدة الوطنية ونموذجاً شامخاً للدولة التي تقوم على أساس الشريعة الإسلامية وتأخذ بحظها الوافر من الحضارة والمدنية وتبشر بمستقبل واعد يليق بمكانتها ودورها الطليعي على المستوى العربي والإسلامي والعالمي.
حقق الله الآمال..